لكل فرد بالمجتمع حرمة لحياته الخاصة، وليس لأي أحد أن ينتهكها إلا بموافقة الفرد نفسه، فهي من حقه وحده دون غيره، وفي مقال اليوم عن جرائم الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة في السعودية.
سنبين ما هي هذه الجرائم، وكيف تعاملت الأنظمة السعودية معها، أركان هذه الجريمة، بالإضافة إلى جريمة الاعتداء على الحياة الخاصة الكترونياً وعقوبتها، لذا تابع معنا.
هل ترغب في استشارة محامي جنائي في السعودية؟ تواصل عبر الأرقام الموضحة في صفحة اتصل بنا.
جدول المحتويات
جرائم الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة في السعودية.
تتعدد جرائم الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة في السعودي وتتشعب لتشمل:
- انتهاك الخصوصية من خلال إساءة استخدام الهواتف المحمولة المزودة بكاميرات وغيرها.
- الأفعال التي من شأنها التشهير أو الإضرار بالآخرين من خلال وسائل تكنولوجيا المعلومات المختلفة.
- وأي فعل نشر على شبكة الانترنت للحياة الخاصة للأفراد من صور شخصية ومقاطع فيديو وغيرها.
من الصعب تحديد مفهوم الحياة الخاصة ولم يتوصل الفقه والنظام القضائي إلى تعريف للحياة الخاصة جامع مانع وبالمثل، بما أن المشرعين لم يقدموا تعريفاً محدداً للحياة الخاصة، فقد ترك حل هذه المشكلة دون أن يلاحظه أحد.
إن مفهوم الخصوصية هو مفهوم مختلف ونسبي وسيتم تحديده من قبل السلطات القضائية حسب ظروف كل قضية منظورة من وقت لآخر، وفي مجتمعات مختلفة. يقوم المشرع السعودي بحماية الخصوصية الشخصية من خلال وسيلتين. قوانين مختلفة، وهي نظام الإجراءات الجزائية ونظام مكافحة الجرائم الإلكترونية.
كما أن جريمة انتهاك الخصوصية بموجب نظام الجرائم الإلكترونية يعاقب عليها بالسجن لمدة لا تزيد عن خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين وفق المادة 6 من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالسعودية.
أركان جريمة الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة
جريمة التعدي على حرمة الحياة الخاصة بالسعودية كغيرها من الجرائم المنصوص عليها قانوناً تتطلب توفر أركان الجريمة من محل الجريمة والركن المادي والركن المعنوي والتي تختلف باختلاف الجريمة المعاقب عليها.
وتكون الأركان لجريمة الاعتداء على الحياة الخاصة وفق الآتي:
- حيث يكون محل الجريمة هو الحياة الخاصة للشخص من صور خاصة وأي شيء خاص يندرج ضمن حياة الشخص الخاصة.
- فيما يتجلى الركن المادي للجريمة بالأفعال التي من شأنها خرق حرمة الحياة الخاصة مثل القيام بتصوير الشخص دون علمه وأذنه، والتشهير بالصور والخصوصيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة كانت.
- أما الركن المعنوي فيكون بنية وقصد الجاني أن يخرق حياة الآخرين الخاصة وينتهكها بإرادته الحرة. والقصد الجنائي هو ميل الإرادة إلى إحداث نتيجة يعاقب عليها القانون، مع مراعاة العلم الفعلي للجاني، وهذا شائع أيضا لأن الغلط يبطل فعليا القصد الجنائي وهو تطبيق القواعد.
وبتوافر الأركان السابقة نصل لتمام جريمة الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة، ويكون فاعلها عرضة للعقوبة المقررة قانوناً، ويجب توقيف الجاني على الفور قبل أي إجراء قانوني آخر.
جريمة الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة عبر الانترنت.
تتم جريمة الاعتداء على الحياة الخاصة بواسطة الانترنت بعدة وسائل وطرق مثل التقاط الصور بلا إذن أصحابها، ونشرها على شبكة الانترنت في وسائل التواصل الاجتماعي، أو نشر أي شيء يؤدي لانتهاك حرمة حياة الأشخاص بتقنيات المعلومات على اختلافها.
حيث يعاقب كل من يرتكب أياً من الجرائم المعلوماتية التالية بالسجن لمدة لا تزيد عن خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين وفق المادة 6 من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالسعودية:
- إنشاء أو إعداد أو نقل أو تخزين عبر شبكات المعلومات أو أجهزة الكمبيوتر كل ما من شأنه الإضرار بالنظام العام أو القيم الدينية أو النظام العام أو الحياة الخاصة.
- إنشاء أو نشر موقع إلكتروني أو جهاز كمبيوتر مخصص للإتجار بالبشر أو المساهمة في مكافحة الإتجار بالبشر.
- إنشاء أو نشر أو ترويج مواد وبيانات تتعلق بالأنشطة غير الأخلاقية للشبكات أو الوسطاء الإباحيين.
- الإنشاء أو النشر على المواقع الإلكترونية أو شبكات المعلومات الحاسوبية لتسهيل الاتجار بالمخدرات أو المؤثرات العقلية أو ترويجها أو استهلاكها أو تداولها.
عقوبة الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة.
وفقًا للنيابة العامة السعودية عبر حسابها على تويتر، تعتبر هذه جريمة كبرى وفق نظام الإجراءات الجزائية وفق المادة 112 وتستوجب التوقيف الفوري للجاني بموجب المادة 6 من نظام جرائم المعلوماتية. وأكدت النيابة العامة أن:
عقوبة هذه الجريمة هي السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات وغرامة تصل إلى حد أقصى ثلاثة ملايين ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين.
كما ويحظر انتهاك هذا القانون عن طريق إساءة استخدام الهواتف الذكية بشتى الطرق المؤدية إلى جريمة انتهاك حرمة الحياة الخاصة.
وفقًا للقانون الجنائي في السعودية، فإن انتهاك خصوصية شخص آخر سيؤدي إلى عقوبة تقديرية للجاني، وسيتم تحديد مقدار العقوبة من قبل قاضي مختص. وتختلف العقوبات من حالة إلى أخرى حسب ظروف القضية، مع مراعاة السبب والدافع لارتكاب الجريمة.
في حالات انتهاك الخصوصية الشخصية بغرض الانتقام أو الابتزاز، يمكن للقاضي فرض عقوبة مناسبة تقارب العقوبة القانونية المفروضة على جريمة التهديد.
ومن جهة أخرى، إذا ثبت أن هناك جريمة انتهاك خصوصية شخص آخر بغرض السرقة، فإن القاضي سينتظر تفاصيل القضية ليقرر ما إذا كان يمكن اعتبارها بحكم جريمة السرقة.
الاسئلة الشائعة.
وبهذا نصل لختام مقالنا حول جرائم الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة في السعودية، حيث أدرجنا لكم نوعية جرائم الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للأفراد وأركان الجريمة، وأوضحنا عقوبة الجريمة، وبينا جريمة الاعتداء على الحياة الخاصة بواسطة الانترنت.
إذا تعرضت لأي اعتداء على خصوصياتك من أي شخص أو قام أحدهم بنشر صورك الشخصية بدون موافقتك على أحد وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه عليك اللجوء على الفور لمحامي مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات الالكترونية، إذ أنه من أهل الخبرة والاختصاص بهذا الشأن.
مقالات ذات صلة: الجرائم المعلوماتية في الاعتداء على الأشخاص في السعودية، وعقوبة الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، كذلك عقوبة الاعتداء المعنوي في السعودية، وأعرف عقوبة الاعتداء بالضرب، كذلك عقوبة الاعتداء على بيت، أيضا طريقة رفع قضية اعتداء.
- محامي ومستشار قانوني.
- مالك ومؤسس مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية في جدة.
- حاصل على درجة بكلوريوس اختصاص شريعة إسلامية – جامعة أم القرى – معدل ممتاز.
- سنوات الخبرة: 8 سنوات.
- امتلك معرفة شاملة بالأنظمة والقوانين واللوائح السعودية وما يطرأ عليها من تغييرات.
- خبرة واسعة في تقديم العديد من الخدمات القانونية للعملاء في القضايا كافة و القضايا الجنائية بمختلف أنواعها.
- دقة عالية في إعداد الوثائق القانونية كافة مثل العقود، الدعاوى القضائية، الصكوك، وإعداد الملخصات وتجهيز اللوائح الاعتراضية.
- ساهمت بفضل الله في مساعدة العديد من الشركات وتجاوز العديد من الثغرات، وحل مختلف النزاعات، وتحليل العديد من المشاكل القانونية بخبرة واحترافية.