يُعد الاعتداء الجسدي على الأطفال من أخطر أشكال الإيذاء، التي أولتها السعودية اهتمامًا بهدف حماية حقوق الطفل، ومنع وقوع أي اعتداء على الأطفال وتوفير توفير بيئة آمنة تضمن كرامتهم وسلامتهم.
وفي هذا المقال، نناقش الاعتداء الجسدي على الأطفال في السعودية كجريمة، وعقوبته القانونية، والإجراءات المتبعة للتبليغ عنه، والضمانات التي يكفلها النظام لحماية الأطفال.
هل تحتاج استشارة بشأن حقوق الطفل القانونية؟ انقر على زر الواتساب أسفل الشاشة للتواصل.
جدول المحتويات
الاعتداء الجسدي على الأطفال في السعودية
يشمل الاعتداء الجسدي على الأطفال أي فعل يُلحِق أذى بدنيًا بالطفل، سواء كان بالضرب، أو الحرق، أو الدفع، أو استخدام أي وسيلة أخرى تسبب ألماً أو إصابة.
ويعتبر هذا النوع من الإيذاء مخالفة صريحة لنظام الحماية من الإيذاء ونظام حماية الطفل، والذي يُعنى بحماية الأطفال داخل الأسرة من جميع أشكال العنف والاعتداء.
وعليه، يندرج الاعتداء الجسدي ضمن الأفعال التي يعاقب عليها النظام، إذ يُعد انتهاكًا لكرامة الطفل وحقوقه الأساسية، وقد يتسبب بأضرار صحية ونفسية طويلة الأمد.
وقد أشارت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، إلى أن أي استخدام القوة الجسدية بهدف العقاب أو السيطرة على الطفل يُعد اعتداءً يُوجب المساءلة القانونية.
بالإضافة إلى ذلك، تُولي المملكة أهمية بالغة للكشف المبكر عن حالات الاعتداء، حيث تم إلزام الجهات الصحية والتعليمية والاجتماعية بالإبلاغ الفوري عن أي شبهة إيذاء جسدي يتعرض لها الطفل.
عقوبة الاعتداء الجسدي على الأطفال في السعودية
يُجرّم النظام السعودي الاعتداء الجسدي على الأطفال ويُعاقب عليه بعقوبات صارمة، وذلك استنادًا إلى نظام الحماية من الإيذاء، ونظام حماية الطفل.
وتتمثل عقوبة من يرتكب جريمة الاعتداء الجسدي وإيذاء الطفل، بالسجن مدة لا تزيد على سنتين، وبغرامة لا تزيد على 100 ألف ريال سعودي، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وللمحكمة إصدار عقوبة بديلة للعقوبات السالبة للحرية.
على أن تكون العقوبة السجن مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد على خمس سنوات، ودفع غرامة لا تقل عن 100 ألف ريال ولا تزيد على 500 ألف ريال سعودي، في حالة اقتران الجريمة بالحالات التالية:
- إذا كان الشخص الذي تعرض للإيذاء من ذوي الإعاقة.
- إذا حدث الإيذاء في بيئة العمل أو التعليم أو الرعاية أو أماكن العبادة.
- إذا وقع الإيذاء من قِبل الأشخاص المعنيين بتطبيق أحكام نظام حماية الطفل.
- إذا تم الإيذاء مصحوب باستخدام أي نوع من الأسلحة.
- إذا تكررت أفعال الإيذاء في الحادثة الواحدة.
- تضاعف العقوبة المفروضة في حالة التكرار.
بالإضافة إلى ذلك، يُعاقب كل من حرض شخصاً آخر أو اتفق معه أو قدم له المساعدة بأي شكل من أشكال التحريض أو الاتفاق أو المساعدة على ارتكاب الجريمة بذات العقوبة المحددة لتلك الجريمة.
أما في حالات وفاة الطفل أو العجز الدائم الناتج عن الاعتداء، فقد يواجه الجاني تهمًا أشد تُصنف ضمن الجرائم الكبرى الموجبة للتوقيف، وتُحال القضية إلى القضاء للنظر في تطبيق الحدود أو التعزير.
كيف يحمي النظام السعودي الأطفال من الاعتداء الجسدي؟
تكفل الأنظمة السعودية حماية متكاملة للأطفال من كافة أشكال الاعتداء الجسدي، عبر مجموعة من التدابير الوقائية والتشريعية والتنفيذية التي تضمن سلامة الطفل منذ لحظة تعرضه للإيذاء وحتى حصوله على العدالة والرعاية اللازمة، ويتمثل ذلك في:
عرف النظام السعودي الطفل بأنه كل من لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر.
وحدد أن الإيذاء يشمل الإضرار الجسدي أو النفسي أو الإهمال المتعمد الذي يعرض صحة الطفل وسلامته للخطر.
كما ألزمت الأنظمة الجهات الصحية والتعليمية والاجتماعية بالإبلاغ الفوري عند وجود شبهة إيذاء، ويتم التعامل مع البلاغ بسرية تامة لحماية الضحية.
وأنشأت الدولة وحدات الحماية الاجتماعية في مختلف المناطق، وهي مختصة باستقبال البلاغات، وإجراء التقييم المبدئي، والتدخل الفوري لحماية الطفل من المعتدي، وقد يشمل ذلك نقل الطفل إلى جهة إيوائية آمنة.
توفر وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية برامج دعم نفسي وتأهيلي للأطفال ضحايا العنف، بهدف تخفيف الأثر النفسي واستعادة الثقة والأمان، بالتعاون مع متخصصين نفسيين واجتماعيين.
تقوم النيابة العامة بتحريك الدعوى الجزائية العامة بحق الجاني، ولا يشترط وجود شكوى من الطفل أو ولي أمره، في حال ثبتت الجريمة عبر تقرير رسمي.
تعمل الدولة من خلال الإعلام والبرامج التعليمية على رفع مستوى الوعي المجتمعي بحقوق الطفل، والتشجيع على الإبلاغ، ونبذ ثقافة العنف كوسيلة للتربية.
اجراءات تقديم بلاغ الاعتداء الجسدي على الأطفال في السعودية
وفّرت السعودية طرق سريعة للإبلاغ عن حالات الاعتداء الجسدي على الأطفال، سواء من قبل الضحية، أو ولي الأمر، أو أي فرد في المجتمع يشهد واقعة الإيذاء.
وتهدف هذه الإجراءات إلى ضمان سرعة التدخل، وحماية الطفل من مزيد من الضرر، وذلك باستخدام القنوات الرسمية التالية:
- الخط الساخن 1919: يتبع مركز بلاغات العنف الأسري، ويستقبل البلاغات على مدار الساعة.
- تطبيق “كلنا أمن”: يتيح تقديم بلاغ إلكتروني، مع إمكانية إرفاق صور أو فيديوهات توثق الواقعة.
- الشرطة: يمكن التوجه إلى أقرب مركز شرطة، وتقديم بلاغ رسمي يُحال إلى النيابة العامة فورًا.
- النيابة العامة: تستقبل بلاغات الاعتداء من خلال الموقع الإلكتروني أو مكاتبها في المناطق.
ومن ثم، يُفضل أن يتضمن البلاغ معلومات دقيقة مثل بيانات الطفل، وتفاصيل الحادث، هوية المعتدي (إن أمكن)، ومكان وتاريخ الواقعة، وأي أدلة مساندة كصور أو شهادات طبية، أما بالنسبة للإجراءات بعد تقديم البلاغ فهي كالتالي:
- تتولى الجهات المختصة تسجيل البلاغ.
- إجراء تقييم حول مدى خطورة الحالة، وقد يتطلب زيارة ميدانية.
- يُتخذ قرار بحماية الطفل، مثل نقله إلى مركز إيواء مؤقت.
- تفتح النيابة العامة تحقيقًا وتستدعي الأطراف المعنية.
- في حال ثبوت الواقعة، تُحال القضية إلى المحكمة المختصة.
- تُتابع الجهات الاجتماعية حالة الطفل وتوفر له الدعم اللازم.
الأسئلة الشائعة
في الختام، يمثل الاعتداء الجسدي على الأطفال في السعودية جريمة بموجب الأنظمة السارية، كما يعتبر التبليغ عنها أحد أهم عناصر حماية الأطفال وردع المعتدين.
فإن كنت ولي طفل يتعرض للإيذاء الجسدي أو تريد تبليغ الجهات المعنية بتعرض طفل للإيذاء الجسدي، وتحتاج مساعدة قانونية لإتمام الإجراءات القانونية، لا تتردد في التواصل مع محامي جنائي في السعودية.
لقراءة المزيد تابع:
- ما عقوبة الاعتداء الجنسي على الأطفال في السعودية.
- ما أنواع جرائم الاعتداء على الأطفال في السعودية وكيفية تقديم شكوى.
- دليل شامل حول حقوق الضحية في قضايا الاعتداء في السعودية.
- ما هي عقوبة الاعتداء على الممتلكات العامة في السعودية؟
- عقوبة التحرش في السعودية.
- محامي ومستشار قانوني.
- مالك ومؤسس مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية في جدة.
- حاصل على درجة بكلوريوس اختصاص شريعة إسلامية – جامعة أم القرى – معدل ممتاز.
- سنوات الخبرة: 8 سنوات.
- امتلك معرفة شاملة بالأنظمة والقوانين واللوائح السعودية وما يطرأ عليها من تغييرات.
- خبرة واسعة في تقديم العديد من الخدمات القانونية للعملاء في القضايا كافة و القضايا الجنائية بمختلف أنواعها.
- دقة عالية في إعداد الوثائق القانونية كافة مثل العقود، الدعاوى القضائية، الصكوك، وإعداد الملخصات وتجهيز اللوائح الاعتراضية.
- ساهمت بفضل الله في مساعدة العديد من الشركات وتجاوز العديد من الثغرات، وحل مختلف النزاعات، وتحليل العديد من المشاكل القانونية بخبرة واحترافية.
