في العديد من القضايا التي تنشأ عن إساءة أو تعدٍ، يتساءل المتضرر: هل أستطيع طلب التعزير مع التعويض في السعودية؟
هذا السؤال يعكس الحاجة لفهم العلاقة بين الحقين العام والخاص في النظام القضائي السعودي، وكيف يمكن الجمع بين العقوبة التعزيرية وجبر الضرر بالتعويض المالي.
في هذا المقال، نوضح متى يجوز الجمع بينهما، وما الحالات التي يُمنع فيها ذلك، وكيف تُصاغ صحيفة دعوى تشمل المطالبتين معًا بطريقة نظامية تضمن قبولها.
للحصول على دعم قانوني متخصص، يمكنك التواصل مع فريقنا عبر زر الواتساب أسفل الشاشة.
جدول المحتويات
الفرق بين طلب التعويض وطلب التعزير في السعودية
عند وقوع ضرر ناتج عن فعل غير مشروع، كثيرًا ما يُثار سؤال: ما الفرق بين التعويض والتعزير؟
- فـ التعويض هو من قبيل الحق الخاص، يطالب به المتضرر لجبر الضرر المالي أو المعنوي الذي لحق به، مثل تلف الممتلكات أو الضرر النفسي.
- أما طلب التعزير فهو عقوبة تقديرية يفرضها القاضي في الجرائم التي لا حدّ فيها ولا قصاص، لتحقيق الردع والتأديب.
ويجوز للقاضي الجمع بين الحكم بالتعزير والحكم بالتعويض، حسب ملابسات الواقعة.
وقد يتساءل البعض: هل التعويض يغني عن التعزير؟
الإجابة: لا، لأن كل منهما يستند إلى أساس مختلف. فقبول الجاني دفع تعويض لا يمنع القاضي من إصدار حكم تعزيري إذا رأى ضرورة في حماية النظام العام أو تحقيق الردع العام.
متى يحق الجمع بين التعويض والتعزير؟
في بعض القضايا، لا يقتصر الضرر على حق الدولة فحسب، بل يمتد أيضًا إلى حق المتضرر شخصيًا، مما يفتح المجال أمام الجمع بين العقوبة والتعويض.
ويحدث ذلك عندما يتوافر عنصران: وقوع فعل مجرّم شرعًا أو نظامًا يستوجب رفع دعوى تعزير، وتحقق ضرر خاص يمكن تعويضه ماديًا أو معنويًا.
مثال على ذلك: في قضايا التشهير أو الاعتداء اللفظي، قد يُعاقب الجاني تعزيريًا بالسجن أو الجلد أو الغرامة، وفي الوقت نفسه يُلزم بدفع تعويض للمتضرر عن الإساءة أو الضرر الذي لحق بسمعته أو نفسيته.
وهذا ما يُعرف قانونيًا بـ المطالبة بالحقين معًا: الحق العام الذي تمثله الدولة (العقوبة التعزيرية)، والحق الخاص الذي يمثله المتضرر (التعويض).
وهنا يُطرح سؤال متكرر: هل يمكن الجمع بين التعويض والتعزير؟ أو هل أستطيع طلب التعزير مع التعويض في السعودية؟
الإجابة: نعم، يمكن طلب التعزير مع التعويض في السعودية إذا ثبت أن الفعل أخلّ بالنظام العام وتسبب في ضرر خاص.
وفي هذه الحالة، يُمكن للقاضي الحكم بالعقوبتين معًا، وهو ما أكدته عدة أحكام قضائية منشورة في منصة نشر الأحكام القضائية.
أما السؤال الآخر: متى أحصل على الاثنين معًا؟
فذلك يعتمد على ما إذا كنت قد تقدّمت بطلب تعويض ضمن دعوى الحق الخاص، ولم تكتفِ بالمطالبة بالعقوبة فقط.
موانع الجمع بين التعزير والتعويض
عندما يطرح تسأول هل أستطيع طلب التعزير مع التعويض في السعودية؟ تظهر موانع في عدة مواضع، رغم جواز الجمع بين العقوبتين في كثير من الحالات، إلا أن هناك حالات عدم الجمع تفرضها طبيعة القضية أو الشروط النظامية، أبرزها:
- التنازل الكامل عن الحق الخاص من قبل المتضرر، خصوصًا في قضايا الضرر المعنوي، إذ قد يترتب على ذلك سقوط التعويض، ويكتفي القاضي بالحكم التعزيري إن استحق.
- غياب الضرر القابل للتعويض، كما في بعض القضايا التي يكون فيها الاعتداء لفظيًا دون تحقق أثر مادي ملموس، وهنا يكون الحكم تعزيريًا فقط دون تعويض.
- التعويض الصلحي أو الاتفاقي السابق، كأن يُبرم الطرفان صلحًا خارج المحكمة يتضمن تعويضًا ماليًا، ما قد يُسقط الحق في المطالبة القضائية بالتعويض مجددًا، رغم استمرار إمكانية التعزير.
- ازدواج العقوبة والتعويض بشكل غير متناسب، ما قد يُعدّ إخلالًا بمبدأ العدالة، فيمتنع القاضي عن الحكم بالجمع بينهما لعدم مشروعية التكرار أو التغليظ المفرط.
أما سؤال: هل يسقط أحدهما بوجود الآخر؟
فهو يعتمد على ظروف الدعوى؛ فوجود تعويض لا يسقط التعزير دائمًا، والعكس كذلك، إلا إذا نصت الأنظمة أو وقائع القضية على خلاف ذلك.
كيف تُقدّم صحيفة دعوى تشمل التعويض والتعزير؟
عند تعرض شخص لضرر ناتج عن فعل مجرَّم، يمكنه تقديم صحيفة دعوى مزدوجة تشمل المطالبة بـ التعويض المالي (الحق الخاص) والعقوبة التعزيرية (الحق العام).
وتُعد هذه الخطوة نظامية بشرط صياغة الدعوى وفقًا للضوابط القضائية المعمول بها في السعودية.
- يُقدَّم نموذج الدعوى عبر منصة ناجز، ضمن خدمة “صحيفة دعوى جديدة”، ويُحدَّد نوع الدعوى بوصفها “دعوى جزائية خاصة”.
- في خانة موضوع الدعوى، يجب توضيح الوقائع بشكل دقيق، وذكر أن المدعي يطالب بـ حقه الخاص بالتعويض عن الضرر، ويطلب أيضًا تطبيق العقوبة التعزيرية المناسبة على المدعى عليه.
- تُرفق الأدلة والمستندات، مثل محاضر رسمية أو تقارير طبية أو رسائل موثقة، لتدعيم المطالبة بالحقين.
- يُراعى في صياغة لائحة الدعوى أن تكون واضحة، متدرجة، وتبيّن التفريق بين التعويض والعقوبة المطلوبة، حتى يتمكن القاضي من التعامل مع كل طلب على حدة.
وقد يتساءل البعض: كيف أرفع دعوى تعويض وتعزير معًا؟
الإجابة: يتم ذلك ضمن لائحة دعوى مزدوجة تتضمن المطالبتين صراحة، شريطة أن يكون الفعل مجرمًا ومعاقبًا عليه، وأن يكون الضرر واقعًا ومثبتًا.
الأسئلة الشائعة:
ختامًا، فإن الإجابة عن سؤال “هل أستطيع طلب التعزير مع التعويض في السعودية؟” تتوقف على طبيعة الفعل المرتكب، وتوافر أركان الجريمة، ووجود ضرر فعلي يمكن تعويضه.
يتيح النظام السعودي المطالبة بالحقين معًا في قضايا محددة، بشرط الالتزام بالإجراءات الشكلية والموضوعية، وتقديم دعوى مُحكمة الصياغة.
إذا كنت بحاجة لصياغة دعوى تجمع بين التعويض والتعزير، يمكنك التواصل مع محامي جنائي في السعودية عبر زر الواتساب أسفل الشاشة.
لقراءة المزيد من المقالات :
التعزير في الحق الخاص في السعودية: الأحكام والتمييز عن التعويض والقصاص
ما هو الحق الخاص في السب والشتم في السعودية؟
تعرف على طرق تسوية المنازعات الجنائية في السعودية

- محامي ومستشار قانوني.
- مالك ومؤسس مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية في جدة.
- حاصل على درجة بكلوريوس اختصاص شريعة إسلامية – جامعة أم القرى – معدل ممتاز.
- سنوات الخبرة: 8 سنوات.
- امتلك معرفة شاملة بالأنظمة والقوانين واللوائح السعودية وما يطرأ عليها من تغييرات.
- خبرة واسعة في تقديم العديد من الخدمات القانونية للعملاء في القضايا كافة و القضايا الجنائية بمختلف أنواعها.
- دقة عالية في إعداد الوثائق القانونية كافة مثل العقود، الدعاوى القضائية، الصكوك، وإعداد الملخصات وتجهيز اللوائح الاعتراضية.
- ساهمت بفضل الله في مساعدة العديد من الشركات وتجاوز العديد من الثغرات، وحل مختلف النزاعات، وتحليل العديد من المشاكل القانونية بخبرة واحترافية.