تخطى إلى المحتوى
عقوبة القتل الخطأ في السعودية

تعرف على عقوبة القتل الخطأ في السعودية بكافة حالاتها

    يشكّل القتل الخطأ إحدى القضايا الشائكة التي يترتب عليها آثار شرعية وقانونية عدة، فعلى الرغم من أن القتل الخطأ لا ينطوي على نية إزهاق الروح، إلا أن النظام السعودي نظر إليه بعين الجدية.

    وعليه، تفرض عقوبة القتل الخطأ في السعودية التي تُحدد ماهيتها بحسب ظروف الواقعة ووفقاً للشريعة الإسلامية والقوانين السعودية، لاسيما مع تعدد صور القتل الخطأ في العصر الحديث، كالحوادث المرورية وارتكاب الجرائم تحت تأثير المخدرات وغيرها.

     لأي استفسار يتعلق بقضايا القتل الخطأ، اتصل بنا عبر الأرقام الظاهرة في الصفحة.

    عقوبة القتل الخطأ في السعودية

    إن عقوبة القتل الخطأ في القانون السعودي هي الدية وليس القصاص، فالقصاص لا يكون إلا في القتل العمد، امتثالاً لقول الله عز وجل في الآية 178 من سورة البقرة:

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

    أما في القتل الخطأ فإن الدية هي الواجبة امتثالاً لقول الله سبحانه وتعالى في الآية 92 من سورة النساء: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ ).

    وقد تم تحديد الدية من قبل العلماء المسلمين بما يعادل 100 رأس من الإبل، وذلك استناداً لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك.

    وبناءً عليه قامت المملكة العربية السعودية التي تطبق أحكام الشريعة الإسلامية في ذلك بتحديد دية المقتول خطأ في الآونة الأخيرة بمبلغ 300,000 ريال سعودي يزيد أو ينقص تبعاً لأسعار الإبل.

    عقوبة قتل الخطا في حادث سيارة في السعودية

    عقوبة القتل الخطأ في السعودية

    إن العقوبة في حالة القتل الخطأ بالسيارة تتمثل بدفع الدية لذوي المجني عليه بقيمة 300,000 ريال سعودي، وبذات الوقت سيتم معاقبة الجاني الذي قتل المجني عليه بالخطأ نتيجة حادث السيارة، بالعقوبات المقررة في نظام المرور أو غيره من الأنظمة.

    فمثلاً إذا تبين بأن السائق كان يقود سيارته تحت تعاطيه المسكرات أو إحدى المواد المخدرة والمؤثرات العقلية فإن العقوبة ستشدد وفق نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.

    كما أن حكم القتل الخطأ في حادث سيارة في السعودية، يتم تخفيفها تبعاً للنسبة التي تقع على السائق نتيجة تقرير الحادث المروري. فإذا تبين في التقرير بأن السائق يتحمل 50% وأن المجني عليه يتحمل 50%، فإن الدية سيتم تحديدها بمقدار النصف.

    مع التأكيد على أن الحكم بالدية يعود للقاضي الجزائي الناظر في الدعوى، وليس بحسب تقرير المرور، فالتقرير المروري بالحادث يعتبر دليلًا في الدعوى وليس حكمًا.

    عقوبة القتل الخطأ في مشاجرة

    الآن سوف نتطرق إلى عقوبة القتل الخطأ اثناء المشاجرة، يُعد القتل الخطأ أثناء المشاجرات من أخطر أنواع قضايا القتل غير العمد، حيث تختلط النوايا وتتعقد الملابسات، ويصعب أحيانًا التمييز بين القتل العمد والخطأ.

    في هذه الحالات، يعتمد القضاء السعودي على التحقيقات والأدلة والشهادات لتحديد ما إذا كان الجاني قد استخدم وسيلة قاتلة أو مارس عنفًا مفرطًا يُخرجه من نطاق الخطأ.

    فإن انتهت الإجراءات القانونية بإثبات وقوع الجريمة نتيجة ضرب لا يُفضي إلى القتل، وإنما أفضى إليه بالخطأ، فإن على الجاني دفع الدية لولي الدم.

    عقوبة القتل الخطأ في حوادث المرور في السعودية

    تُعد الحوادث المرورية أحد أكثر الأسباب شيوعًا لحالات القتل الخطأ في السعودية، والتي تحدث نتيجة مخالفة السائق أو الضحية لقوانين المرور، وعدم التقيد بالأنظمة العامة.

    ومن ثم، تفرض عقوبة القتل الخطأ في حوادث السيارات وفق ما حددها نظام المرور، والتي تتضمن السجن مدة لا تزيد على أربع سنوات، ودفع غرامة مالية لا تزيد على 200 ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، دون إخلال بما يتقرر للحق الخاص المتمثل بـ دية القتل الخطأ في حوادث السيارات.

    بالإضافة إلى ذلك، تشدد العقوبة في حال توافرت إحدى الظروف التالية:

    • قيادة المركبة تحت تأثير الكحول أو المخدرات.
    • تجاوز السرعة المحددة بمعدل كبير.
    • عدم التوقف لإسعاف المصابين بعد الحادث.
    • القيادة برخصة غير سارية أو بدون رخصة.

    عقوبة القتل الخطأ تحت تأثير المخدرات في النظام السعودي

    إذا وقعت جريمة القتل الخطأ نتيجة ارتكاب الجاني لفعل تحت تأثير المخدرات أو المؤثرات العقلية، فإن العقوبة تكون أشد صرامة، نظرًا لأن القانون يرى أن تعاطي المخدرات أحد الظروف المشددة، حتى وإن لم يكن الجاني قاصدًا للقتل.

    في هذا السياق، تتعدد العقوبات لتشمل دفع دية القتل لأهل المجني عليه، والسجن الذي قد يصل إلى السجن لسنوات وفق ما يقتضيه تقدير القاضي ونظام الجرائم والعقوبات السعودي.

    حيث تحرص المحاكم السعودية على إصدار أحكام رادعة في هذه الحالات للحد من التهور الناتج عن تعاطي المخدرات، خصوصًا في ظل انتشار الجرائم المرتبطة بها، مما يشكل خطرًا على الأمن العام.

    عقوبة القتل الخطأ للقاصر في النظام السعودي

    يتعامل النظام السعودي مع القتل الخطأ الصادر عن قاصر بنوع من التفريق بين المحاسبة والتأهيل، وفقًا لما يقره نظام الأحداث ولائحته التنفيذية المعمول بها، حيث لا يُحاكم القاصر بنفس الطريقة التي يُحاكم بها الراشد، إلا أن ذلك لا يعني سقوط العقوبة.

    فإذا لم يكن الحدث قد أتم الخامسة عشرة من عمره عند ارتكاب الجريمة، فلا يفرض عليه سوى بعض التدابير التي يمكن أن تتضمن وضعه تحت المراقبة الاجتماعية، أو إيداعه في مؤسسة اجتماعية أو علاجية.

    أما إذا كان الحدث قد أتم الخامسة عشرة من عمره، فتطبق عليه العقوبات المقررة باستثناء عقوبة السجن، وإنما يعاقب بالإيداع في الدار مدة لا تتجاوز نصف الحد الأقصى للعقوبة المقررة للجريمة، ودون التقيد بالحد الأدنى لها.

    الحق العام في القتل الخطأ.

    إن القتل الخطأ مثله مثل القتل العمد، وأي جريمة أخرى ترتكب في المملكة يترتب عليها حق عام وحق خاص. وإذا كان الحق الخاص في القتل الخطأ ينعقد لذوي المجني عليه، الذين يحق لهم المطالبة بالدية أو الصلح والعفو عن الجاني.

    فإن الحق العام وهو حق المجتمع في معاقبة الجاني نتيجة ارتكابه لذلك الخطأ الذي أدى إلى قتل المجني عليه، لا يسقط بذلك الصفح أو التنازل عن الحق الخاص.

    فقد يكون القتل الخطأ ناتجاً عن عدم مراعاة الجاني للأنظمة واللوائح المرعية في المملكة، كمخالفته لنظام المرور أو مخالفته نظام الأسلحة والذخائر أو غير ذلك من المخالفات.

    وبالتالي فإن دفع الدية لذوي المجني عليه لا يعفي الجاني من العقوبة المقررة بشأن الحق العام، حيث يمكن أن يصدر حكم السجن في القتل الخطأ والغرامة أو بإحدى تلك العقوبتين.

    العوامل المؤثرة في تحديد عقوبة القتل في النظام السعودي

    يُفرق القانون السعودي بين القتل العمد وشبه العمد والخطأ، ولكل نوع منها عقوبة مختلفة، حيث تتعامل الجهات المختصة مع القتل الخطأ بكونه لا ينطوي على نية القتل، لكنه يتطلب المساءلة الجنائية والمدنية.

    وتعتمد العقوبة المقررة في جرائم القتل في السعودية إن حدثت بطريق الخطأ على جملة من العوامل، والتي تتمثل بما يلي:

    • الإهمال: كلما زادت درجة الإهمال أو التهور أو عدم الحذر، زادت تبعية العقوبة.
    • ملابسات الواقعة: كأن يكون القتل ناتجًا عن مخالفة جسيمة للقانون، مثل تجاوز السرعة أو القيادة تحت تأثير المخدرات، أو نتيجة خطأ طبي.
    • تكرار الجريمة: إذا كان للجاني سوابق في التهور أو ارتكاب مخالفات مرورية جسيمة، أو حكم سابق بتعاطي المخدرات، أو استعمال سلاح، قد يُشدّد الحكم.
    • الموانع والأسباب المخففة: أن يكون الفعل حدث في حالة طارئة أو نتيجة قوة قاهرة.
    • عفو ولي الدم: إذا عفا ولي الدم عن الجاني، فإن ذلك يلعب دورًا أساسيًا في تخفيف العقوبة، أو إلغاؤها والاكتفاء بدفع الدية.
    • أداة الجريمة: أي تم قتل المجني عليه بسلاح ناري، أو بسلاح أبيض، أو بحادث مرور، أو نتيجة علاج أو إجراء طبي خاطئ.
    • الأهلية القانونية: حيث تختلف معاملة من يتمتع بالأهلية القانونية عن ناقص الأهلية أو فاقدها، كما يختلف الأمر بين البالغ والقاصر.

    بناءً على ذلك، يمكن القول أن القضاء السعودي يتبنى مبدأ المرونة في تقدير العقوبة، ويوازن بين مقاصد الشريعة بتحقيق العدالة في قضايا القتل غير العمد في الإسلام، وبين الاعتبارات الفردية لكل واقعة.

    المسؤوليات القانونية عند القتل الخطأ

    وفق تعريف الجريمة في النظام السعودي، فإن ما يميز جريمة القتل الخطأ هو عدم توافر القصد الجنائي في القتل، حيث تتجه إرادة الجاني ارتكاب فعل دون النتيجة، لكنها تحدث بسبب الإهمال، أو عدم الاحتياط، أو سوء التوقع.

    بالإضافة إلى ذلك، فإن الأصل قيام المسؤولية الجنائية على أفعال إرادية، حتى وإن لم يُرد الجاني تحقيق النتيجة، لا سيما وأنه كان بوسعه تجنبها بالتصرف والاحتياط والحذر.

    وعليه، يترتب على القتل الخطأ مسؤولية قانونية تتمثل في العقوبة التي يفرضها القاضي على الجاني بحسب ملابسات الواقعة، وقد تتراوح بين السجن ودفع الدية أو كليهما.

    وأما الدية، فهي المال الواجب دفعه في الجناية على النفس وما دونها، ويعطى بمثابة التعويض عن دم القتيل، وتبلغ قيمتها 300 ألف ريال وفق التعميم الساري في السعودية.

    الأسئلة الشائعة

    إن القتل الخطأ لا يوجب القصاص، بل يوجب الدية فقط، وذلك استناداً للآية القرآنية ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ ))، كما أن المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الدية في القتل الخطأ هي 100 من الإبل.
    إن حكم القتل الخطأ في السعودية إذا ما ثبتت الجريمة بكافة أركانها هي الدية، وقد تم تحديد مقدار الدية في القتل الخطأ بمبلغ 300,000 ريال، ويمكن أن يزيد ذلك المبلغ أو ينقص تبعًا لثمن الإبل، لأن الأساس في الدية احتسابها على أساس الإبل بمقدار 100 من الإبل عن النفس المقتولة.
    إن عقوبة القتل الخطأ في القانون السعودي المتعلقة بالحق العام تتضمن العقوبات المقررة بحق الجاني نتيجة مخالفته للأنظمة واللوائح المرعية، أو نتيجة إهماله أو عدم مراعاته للنظام العام في المجتمع، وقد تكون العقوبة الحبس والغرامة أو إحداهما، وإن عقوبة الحق العام في القتل غير العمد ليس لها علاقة بالحق الخاص في القتل الخطأ الذي يتمثل بالدية لذوي المجني عليه.
    يمكن تخفيف عقوبة القتل الخطأ في السعودية إذا كانت الظروف المؤدية لقتل المجني عليه تساعد على تخفيف تلك العقوبة، ومن ذلك الخطأ الفادح من قبل المجني عليه، ولذلك يمكن تخفيف العقوبة في حالة قيام القاتل ببذل العناية المعتادة حتى لا يقتل شخص آخر، وإنما وقعت الجريمة نتيجة خطأ المقتول، أما إذا ارتكب القاتل جريمة القتل الخطأ نتيجة رعونته وطيشه وإهماله وعدم مراعاته للوائح فهنا لا تخفف العقوبة.
    نعم، يمكن التنازل عن دية القتل الخطأ من قبل أولياء الدم، ويُعتبر ذلك مسقطًا للمسؤولية المالية عن الجريمة.

    ختاماً نأمل أن يكون مقالنا موافقًا لاستفساراتكم حول عقوبة القتل الخطأ في السعودية ضمن الظروف والحالات المختلفة التي تؤثر في تحديد ماهية هذه العقوبة ومدة شدتها.

    مع نصيحتنا لكل من لديه قضية تتعلق بعقوبة القتل الخطأ في السعودية أن يستعين بأفضل محامي جنائي في السعودية مختص لدى مكتبنا، من خلال النقر على زر الواتساب أسفل الشاشة.

    تفاصيل أخرى قد تهمك حول: هل القتل الخطأ يمنع من الميراث في السعودية، وصيغة لائحة اعتراضية في قتل بالخطأ حادث في السعودية. كذلك مقدار دية القتل شبه العمد، وانواع القتل في القانون السعودي .تواصل مع أقوى محامي قتل في السعودية، أو محامي قضايا جنائية في السعودية.


    المصادر:

    • المادة (62) من نظام المرور.
    • قرار الهيئة العامة للمحكمة العليا رقم 2 في 14/7/1431 بشأن الدية.
    • المادة (15) من نظام الأحداث.
    لديك استشارة قانونية؟
    تواصل مع محامي