تلقى أحد المستثمرين في جدة عرضًا مغريًا من شخص ادّعى امتلاك مشروع تجاري مضمون الأرباح. وبعد تحويل مبلغ كبير للاستثمار، اختفى ذلك الشخص وتبيّن لاحقًا أنه محتال استخدم وثائق مزيفة.
هنا لجأ المستثمر إلى تقديم بلاغ نصب واحتيال في السعودية لدى الجهات المختصة، ليبدأ مسار العدالة الذي يوازن بين الردع والإنصاف.
اتصل الآن بـ محامي جنائي في السعودية عبر زر الواتساب أسفل الشاشة.
جدول المحتويات
ما هو تقديم بلاغ نصب واحتيال في السعودية ؟
قبل تقديم البلاغ، من المهم فهم المقصود بجريمة نصب واحتيال في النظام السعودي وأساسها النظامي. يُعد النصب والاحتيال من الجرائم الموجبة للعقوبة وفق نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة.
وفق المادة الأولى من النظام:
كل من استولى على مالٍ منقولٍ أو منفعةٍ أو سندٍ أو توقيع، بوسائل احتيالية أو كذب أو خداع، يُعاقب بالسجن مدة تصل إلى سبع سنوات وبغرامة لا تتجاوز خمسة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين. وفق نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة
أنواع السلوك الاحتيالي التي يشملها البلاغ:
- تقديم بيانات أو مستندات مزوّرة بقصد الاستيلاء على مال الغير.
- استخدام طرق خداع إلكترونية أو رقمية لاستدراج الضحية وتحويل الأموال.
- التمثيل الكاذب بمشروع أو شركة أو صفة غير حقيقية.
- إخفاء الحقيقة أو الكتمان المتعمّد الذي يؤدي إلى خسارة مالية للمجني عليه.
أين يُقدَّم البلاغ؟
يمكن رفع وتقديم بلاغ نصب واحتيال في السعودية رسميًا من خلال:
- تطبيق كلنا أمن أو موقع الأمن العام الإلكتروني.
- النيابة العامة عبر خدمة البلاغات عن الجرائم المالية.
- مراكز الشرطة في حال وجود مستندات أو تحويلات مالية.
بلاغ نصب واحتيال هو إجراء نظامي يُمكّن المتضرر من استعادة حقه عبر الجهات العدلية المختصة.
ويُعد هذا البلاغ بداية المسار القانوني لتطبيق العقوبة المنصوص عليها، مع مراعاة سلطة القاضي في تقدير الظروف المخففة أو المشددة وفق ما يرد في النظام والوقائع الخاصة بكل قضية.
متى يمكن للمحكمة تخفيف عقوبة النصب والاحتيال في السعودية؟
يملك القاضي في النظام السعودي سلطة تقديرية تمكّنه من تخفيف العقوبة المقررة في نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة، متى ثبتت ظروف مخففة مشروعة تستحق الرأفة دون الإخلال بمبدأ العدالة.
ويأتي هذا التوجه انسجامًا مع مبادئ الشريعة الإسلامية التي تراعي النية، والظروف الشخصية، ومدى تحقق الضرر.
الحالات التي يجوز فيها التخفيف:
- الاعتراف الطوعي بالجريمة قبل الضبط أو التحقيق، لما فيه من دلالة على الندم وتحمل المسؤولية.
- ردّ المبالغ المالية أو تعويض المتضررين بالكامل، إذ يُظهر ذلك رغبة الجاني في إصلاح الخطأ.
- التعاون مع الجهات الأمنية في الكشف عن الشركاء أو تسهيل استرداد الأموال.
- حداثة السن أو ضعف الإدراك القانوني، خاصة إذا ثبت أن المتهم لم يكن مدركًا تمامًا لعواقب فعله.
- غياب النية الإجرامية الواضحة، كأن يكون السلوك ناتجًا عن تصرف متهور أو سوء تقدير.
الأساس النظامي للتخفيف:
- النظام لم يُلزم القاضي بتطبيق الحد الأقصى للعقوبة، بل أتاح له النزول عنها متى وجد مسوغات معتبرة.
- يشترط النظام أن يُبيِّن القاضي في منطوق الحكم أسباب التخفيف بوضوح، تحقيقًا لمبدأ الشفافية القضائية المنصوص عليه في القواعد العامة للإجراءات الجزائية.
يمكن للمحكمة تخفيف عقوبة النصب والاحتيال متى توافرت ظروف مخففة مثبتة نظامًا تدل على حسن النية أو التوبة أو ردّ الحقوق، على أن تُدوّن الأسباب في الحكم القضائي.
الأسباب المخففة للعقوبة في النظام السعودي
يُقرّ النظام السعودي بمبدأ التخفيف القضائي في العقوبات، استنادًا إلى ما تقرره الشريعة الإسلامية من مراعاة التوبة والإصلاح، وإلى ما نصّت عليه القواعد العامة في نظام الإجراءات الجزائية من سلطة تقديرية للقاضي في تقدير ظروف كل واقعة على حدة.
ويهدف هذا التوجه إلى تحقيق العدالة المتوازنة بين حفظ الحقوق والرحمة بالجاني الذي أظهر ندمًا أو تعاونًا.
أبرز الأسباب التي تُخوّل القاضي تخفيف العقوبة:
- الاعتراف الصادق بالفعل الإجرامي، لما فيه من تعاون مع العدالة وإعانة للجهات القضائية على كشف الحقيقة.
- ردّ المال المسلوب أو تعويض المجني عليه بالكامل، وهو من أقوى أسباب التخفيف لكونه يعيد الحق إلى أصحابه.
- التوبة النصوح قبل اكتشاف الجريمة، حيث تُعد دليلاً على صلاح النية وندم الفاعل.
- التعاون مع السلطات في التحقيق أو القبض على الشركاء، إذ يُسهم في خدمة العدالة العامة.
- عدم وجود سوابق جنائية، مما يدل على أن السلوك الإجرامي طارئ وغير متجذر في شخصية الجاني.
- الظروف الإنسانية أو الصحية الخاصة، إذا أثبتت المحكمة أن لها أثراً في تخفيف جسامة الفعل أو تقليل خطر تكراره.
يُتيح النظام السعودي للقاضي تخفيف العقوبة متى وُجدت أسباب مشروعة تدل على الندم أو الإصلاح، دون أن يُخل ذلك بحقوق المتضررين أو المصلحة العامة.
ويُعد هذا التوازن من خصائص النظام العدلي السعودي الذي يجمع بين الصرامة في الردع والرحمة في التقدير، وفقًا لأحكام الشريعة ومقاصدها.
دور القاضي في تقدير العقوبة وتطبيق مبدأ التناسب

- محامي ومستشار قانوني.
- مالك ومؤسس مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية في جدة.
- حاصل على درجة بكلوريوس اختصاص شريعة إسلامية – جامعة أم القرى – معدل ممتاز.
- سنوات الخبرة: 8 سنوات.
- امتلك معرفة شاملة بالأنظمة والقوانين واللوائح السعودية وما يطرأ عليها من تغييرات.
- خبرة واسعة في تقديم العديد من الخدمات القانونية للعملاء في القضايا كافة و القضايا الجنائية بمختلف أنواعها.
- دقة عالية في إعداد الوثائق القانونية كافة مثل العقود، الدعاوى القضائية، الصكوك، وإعداد الملخصات وتجهيز اللوائح الاعتراضية.
- ساهمت بفضل الله في مساعدة العديد من الشركات وتجاوز العديد من الثغرات، وحل مختلف النزاعات، وتحليل العديد من المشاكل القانونية بخبرة واحترافية.